مصالح الأمن فرضت طوقا على مداخل العاصمة
إغماءات واعتقالات في مسيرة موظفي ما قبل التشغيل
أجهضت مصالح الأمن مسيرة عمال عقود ما قبل التشغيل التي نظمها، أمس، مئات الشباب العامل بعقود مؤقتة، حيث فرقت قوات مكافحة الشغب تجمعهم واعتقلت العشرات منهم وسط إغماءات المشاركات في المسيرة، فيما ضربت عناصر الأمن طوقا أمنيا على مداخل العاصمة، رافقتها حملة تفتيش واسعة للحافلات لمنع تدفق القادمين من الولايات.
عاشت العاصمة منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، حالة استنفار قصوى تحسبا لاحتجاج مستخدمي ما قبل التشغيل القيام به، انطلاقا من البريد المركزي باتجاه قصر الحكومة بغرض إسماع صوتهم للسلطات التي أوصدت كافة الأبواب في وجوههم وتخلت عن كامل وعودها في سبيل إدماجهم في مناصب عمل دائمة.
ومنعت قوات مكافحة الشغب المئات من الشباب المحتج من السير نحو قصر الحكومة، حيث تعرض عدد منهم للضرب، ما استدعى نقل عدد منهم على جناح السرعة إلى المستشفى، وتم اعتقال عشرات المحتجين، فيما شنت الحواجز الأمنية حملة تفتيش عند مداخل العاصمة وإنزال كل مشتبه فيه من الحافلات لمنعهم من الوصول إلى البريد المركزي.
وحاولت مجموعة من الشباب، أمام سلسلة الاعتقالات التي تعرضوا لها زملاءهم من طرف قوات مكافحة الشغب التوجه نحو مقر المجلس الشعبي الوطني، للاحتجاج، إلا أن التواجد المكثف لقوات الأمن منعهم من الوصول إليه، فيما تم اعتقال عدد منهم، ورفع المحتجون شعارات منددة بالتجاهل والتهميش الذي تتعرض له هذه الفئة على غرار "الإدماج حق مشروع لا رجعة فيه"، "نريد مناصب عمل دائمة"، "لا للتهميش والقمع الإداري".
واعتبر المحتجون الاعتصام المنظم بمثابة "نقطة تحول حاسمة في مسار سلسلة الاحتجاجات"، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن مطالبهم المتمثلة في إدماج كافة المستخدمين في إطار جهاز عقود ما قبل التشغيل الحاملين للشهادات في مناصب عمل دائمة مع تجميد مسابقات التوظيف العمومي، واحتساب سنوات العمل في الخبرة المهنية، وطالبوا بفتح حوار جاد لتسوية وضعية كل من يشغل منصب عمل مؤقت.
وندد بولسينة محمد، الناطق باسم اللجنة الوطنية لعمال ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية لـ"الشروق"، بالمضايقات التي تعرض لها المحتجون، على الرغم من أن المسيرة التي نظموها كانت سلمية، مستنكرا سياسة الاعتقال والقمع الذي تعرضوا له، رغم أن غالبيتهم إطارات وأصحاب شهادات عليا، وجدد تأكيده أن هذه "الانتفاضة الشعبية الغاضبة"، بعد غلق الحكومة لأبواب الحوار، ورفض إدماج أكثر من 600 ألف شاب وشابة بالرغم من الوعود التي تلقوها، وعبر عن استياء عمال ما قبل التشغيل مما اسماه "سياسية التجاهل واللامبالاة التي تتعامل بها الحكومة".
المصدر
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/179594.html